أستاذ جامعي يستخدم موقع صراحة للحصول على تغذية راجعة من طلابه

أستاذ جامعي يستخدم موقع صراحة للحصول على تغذية راجعة من طلابه

أية تعمل محاضرة في إحدى الجامعات، وقد حدثتنا عن تجربتها مع موقع صراحة حيث ذكرت انها أحدثت تغييراً جذرياً في حياتها العملية، فهي كمحاضرة شابة حيث لطالما شعرت بوجود فجوة بينها وبين طلابها لا يمكن تجاوزها ولطالما حاولت ردم هذه الفجوة ولكن بلا فائدة.

كل الانشطة اللامنهجية التي اتبعتها لم تفلح في أن تحرك المياه الراكدة، ولازالت هنالك فجوة تؤثر بشكل سلبي على العملية التعلمية، وتضيف آية لقد فكرت كثيراً، وقد استشرت العديد من المحاضرين من هم من سني أو من هم أكبر مني بالعمر والخبرة، ولم تجدي أي من نصائحهم نفعاً خصوصاً وأنا أتعامل مع جيل ناشئ يختلف كلياً عن غيره فجيل اليوم يختلف عمّن سبقه.


من أين جاءت فكرة استخدام موقع صراحة؟

لقد أوحيت لي الفكرة من إحدى الطالبات حين سمعتها تتجاذب أطراف الحديث مع زميلتها في إحدى ممرات الجامعة عن تعليقات تصلها على موقع يسمى صراحة، لفتني الاسم فقمت بالبحث عنه وحاولت فهم آلية التعامل مع الموقع، وحيث أن عامل الخصوصية الذي يوفره الموقع اعجبني قلت لم لا؟! لم لا اترك نافذة لطلابي ليعبروا فيها عن مشاكلهم واستفساراتهم وشكاويهم بخصوص المواد التي ادرسها بسرية تامة بدون أن يقعوا عرضة للحرج أو الخجل مني أو من أي من زملائهم.

في البداية لم يشجعني أي من زملائي في قسمي،  بل ظنوا أن الطلاب سيسيئون استخدام الحساب للتنمر أو التسلية ولكني كنت عازمة على خوض التجربة وإعطاء طلابي فرصة ومساحة للتعبير عن أصواتهم وآرائهم وكلي ثقة بهم.

لا أنسى ملامح الطلاب خاصة الفتيات حين أعلنت لهم أن هناك نافذة يستطيعون الوصول اليّ من خلالها والتعبير عن أنفسهم، وإرسال استفساراتهم وشكاويهم بسرية تامة، للوهلة الأولى كان الاستغراب سيد الموقف ثم رأيت الإبتسامات والراحة في وجوههم، وها أنا اليوم لازلت أتلقى رسائل طلابي منهم من يشتكي من عدم قدرته على فهم درس معين، آخرين يطلبون النصح والمشورة وتارة أخرى أرى فيهم أخوة ناصحين، في الواقع راهنت على وعي طلابي ولكن لم أظن أنهم سيستطيعون استغلال هذه الفرصة بهذه الايجابية.

هذه التجربة جعلتني أدرك أهمية العامل النفسي الذي قد يحول بين الطالب و طلبه العون، ومن هذا المنطلق أصبحت أوصي كل من اعرفهم من التربويون بسلوك هذا النهج مع طلابهم فهي طريقة فعالة وناجحة، وتجنب الطلاب عناء التوتر أو الضغط النفسي.